كانت تلك الليلة الباردة في طريقي إلى الطائف قاسيةً حين ظهر لي ذلك الجمل كسراب، يقترب تدريجيًا، لم أكن أعلم أنه يحمل تلك المولودة الجديدة على ظهره. أدركت حينها أن أمامي خيارين، أحدهما ما رسمته لنفسي، والآخر ما خبئه لي القدر. كانت الرحلة رحلة مشقة، وتلك الثقة التي لم أكن قد وضعتها في الحسبان قبل تلك الليلة (مصعب). نظن أننا من نرسم دروبنا في هذه الحياة، لكن الحقيقة أننا من نختارها، وما أصعب أن يجد الإنسان نفسه بين دروب رسمها له القدر وحرمه من حق الاختيار بينها (سوداء). لم تأت الفرص تطرق أبوابنا، ولكن حين ابتسم لنا القدر وطرقت الفرص نوافذنا وأبوابنا، لم نمنع غريزتنا الانتهازية من اغتنامها وتحويلها لمصلحتنا، حتى لو أتت طرقت نوافذنا وأبوابنا سهوًا (صفية).