الوصف
ليست كل كلمة تُكتب في الرسائل تُقرأ. وإلا، فلماذا يتراكم الغبار على كل هذه الرفوف، مُغطيًا الكتب التي تحملها؟ لو استطاعت الكتب أن تتكلم، لارتجف العالم من صراخها الصامت، وتوسلاتها اليائسة من أجل الحرية.
إنها تتوق إلى التحرر من سجونها الظالمة. وحده القارئ الحقيقي - خبير، أو متحمس، أو جامع - يستطيع اختيارها. ولكن حتى في هذه الحالة، فإنها تُنقل ببساطة من سجن إلى آخر.
لعل بعض كلماتها تبقى في ذهن القارئ، تختلط بكلمات أخرى لتخلق قصصًا جديدة. تتبع هذه القصص خطى إخوانها السجناء، في انتظار التحرر. بعد أن تحرروا، يجوبون العقول وينيرون الدروب، مقدمين العزاء والرفقة.
إنهم لا يتعبون أبدًا، ولا يستسلمون أبدًا، ولا يعانون سوى ألم عدم سماعهم. يجلس الكتاب سجينًا، وكلماته عالقة بين الصفحات. عندما يفتحه أحدهم أخيرًا، تتلاشى القصة في الهواء، ممزوجةً بذرات الغبار.
يُقدّم كلماته بسخاء للقارئ، فيحتضنه كصديق. هنيئًا لك أيها القارئ، على هذا الرفيق الوفي. وهنيئًا للكتاب، على من يُعزّزه ويُخرجه من الرف.