نظراً لتأثير النبي محمد الهائل على التاريخ، يُلاحظ قلة الكتب التي تُحلل قيادته تحديداً. وتؤكد الكتب القليلة الموجودة أن محمداً كان قائداً رائعاً لأنه كان رجلاً رائعاً؛ أي أنه نجح في مهمته بفضل أخلاقه الرفيعة وصفاته الشخصية الرفيعة. ورغم الإجماع على أن محمداً كان رجلاً خلوقاً وكريماً، إلا أن هذا التفسير يبدو ناقصاً ويكاد يكون غير كافٍ.
يتناول جويل هايوارد قيادة النبي من منظور مختلف، من خلال التدقيق في المصادر القديمة للتأكد مما إذا كانت أفعال محمد الواعية وسلوكه وأساليبه قادرة على تقديم أي رؤى جوهرية وذات مغزى حول فعالية قيادته الاستراتيجية. ومن خلال البحث الدقيق والتحليل الدقيق، يُثبت هايوارد أن محمداً كان رجلاً فطناً وتأملياً على نحوٍ استثنائي، قادراً على تركيب وتوصيل رؤية استراتيجية معقولة لمستقبل ضروري ومرغوب فيه. يُسهم هذا الكتاب الجذاب، وإن كان عميقاً في إثراء دراسات القيادة وسيرة النبي إسهاماً كبيراً.