الوصف
لقد كان محمود درويش غاضباً محباً ثائراً ثائراً حالماً منذ أربعين عاماً، وقد جسد مشاعر الغضب والحب والثورة والاستياء والحلم عبر هذه التجربة الطويلة في قصائد إبداعية فريدة متوهجة، سيبقى الكثير منها في ذاكرة الناس والتاريخ، كما هو الحال في الكثير من قصائد المتنبي أو شكسبير أو غيرهما. يدخل المؤلف إلى عالم شعر درويش، ليناقش قصائده فكرياً وفنياً، وليخرج معها برموزها وإشاراتها وإحالاتها ونصوصها الغائبة ونصوصها ودلالاتها وإيقاعاتها ليقف على أبعاد الغضب والثورة، والرفض الكامن في أعماق الشاعر وقصائده، وغضب الشاعر، وغضب القصيدة، وغضب الحياة من الموت. درويش هو الغضب أولاً إنسانياً وثانياً وثالثاً، بحيث يمتد رفضه واحتجاجه وغضبه إلى واقعه الخاص والواقع الإنساني، ثم واقع هذا العصر في كل مكان.