لقد أولى السلف الصالح أهمية بالغة للحفاظ على العقيدة الإسلامية الصافية على أسس عملية ونظرية، خالية من كل خرافة أو بدعة أو تأويل أو إنكار. وقد فعلوا ذلك عن طريق التعليم والتأليف والحوار والمناظرة. ومن الكتب المرموقة في هذا الموضوع كتاب العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي (ت 321 هـ).
وهو نص دقيق ومحكم للغاية، بالنظر إلى صغر حجمه. وقد اشتمل على أصول العقيدة وأهم مسائلها. وقد نال شرح العلامة الجليل علي بن أبي العز الدمشقي الحنفي (ت 792 هـ) على هذا الكتاب مكانة عالية، وشرحه وافٍ وبلغة سهلة. وذلك لأنه اشتمل على عقيدة أهل السنة والجماعة الصحيحة. وقد نال هذا الكتاب مكانة عالية في تاريخ النشر الإسلامي. وقد أصبح المرجع الأساسي في العقيدة، وحظي باهتمام خاص من علماء وأئمة أهل السنة والجماعة.